ليست فنون الدفاع مجرد حركات، وان كانت الحركات مظهرها الجلي وبرهانها القوي.
إنها أكثر من ذلك وأعمق.
فنون الدفاع فلسفة وثقافة، تاريخ وحضارة، موسيقى وألوان، ابطال وملاحم، جماليات وطاقة وروحانية، ومجموعة من المعارف التقنية والحربية والاستراتيجية.
فنون الدفاع حكمة وفن، صلابة وليونة، قوة ومرونة، مداومة وصبر، تأمل وتنفس عميق، سرعة ودقة وانسجام وتناغم.
فنون الدفاع رقصة الجغرافيا على مسيرة الاف السنين في رحلة من بابل ومصر القديمة حيث ميلاد المصارعة الى الهند حيث فن الكالاريبايات ثم رحيل الأمير بودي دارما البوذي الى الصين واستقراره في معبد شاولين الجنوب حيث كان ميلاد الكونغ فو الجنوبي ثم الشمالي وفنون الكاراتي والساموراي والننجا والتيكواندو والفييت فو داو…. وقصة راهبة فرت من دمار شاولين الجنوب وعلمت فنها لشابة اسمها الربيع الدائم: ونغ تشون يونغ….ليولد فن الونع تشون العظيم الذي حمله راقص اوبرا الى مدينة فوشان، فتعلمه منه رجل اسمه يب مان، الذي اضطر بدوره عند استعمار اليابان للصين الى الرحيل الى هونغ كونغ، وهنالك فتح مدرسة، وزاره شاب يتقن رقصة التشا تشا حتى لقبوه بملك تلك الرقصة، ويتعلم عنده(وكان والداه راقصا أوبرا أيضا) ثم يمضي الى امريكا فرارا من قتال الشوارع، ليدرس الفلسفة، وفنون الدفاع، ويبتكر اسلوب اللااسلوب…المنساب كالماء ويقول كلمته الشهيرة…Be water my freind
ذلك ميلاد فن الجيت كون دو…وتلك انطلاقة جديدة لفنون الدفاع نحو العالم…باستخدام قوة السينما…وبأفلام اهتزت لها اجيال السبعينات وبقي اثرها الى اليوم…تلك رحلة الفنون الدفاعية..من بودي دارما الى بروس لي.