ارتبطت فنون الحرب عبر تاريخها الطويل (وهو أمر عالمي) بفنون أخرى، وسنأخذ مثالين من اليابان والصين، ومن الحضارة العربية.
كان مياموتو موشاسي الساموراي العظيم شاعرا ورساما. وكان فيلسوفا ومفكرا أيضا، وقائدا عسكريا. ومقاتلا وخبيرا واستراتيجيا مذهلا. المعلم الصيني الكبير الأسطورة وانغ فاي هونغ (مثّل دوره الكثير من نجوم الصين مثل جت لي ودوني يان وجاكي شان)، فقد كان طبيبا وأديبا وشاعرا.
المعلم الكبير فوناكوشي مؤسس الكاراتي شوتوكان فقد كان شاعرا وفيلسوفا وكاتبا. وكلمة شوتوكان فيها كلمة شوتو وتعني تحرك البان مع الريح وهي الاسم المستعار لفوناكوشي حين كان يمضي على قصائده.
اما المعلم الكبير أوياما مؤسس فن الكيوكوشين فهو حكيم أيضا ومناضل ومكافح ورجل تحدا الحياة والطبيعة. وقصة حياته ملحمة حقيقية. مثلوا عنه فلما رائعا اسمه المقاتل في الريح.
المعلم الكبير ياب مان yp man الذي اوصل فن الونغ شون للعالم منطلقا من فوشان إلى هونغ كونغ، كان مناضلا حكيما ومفكرا عظيما. وتلميذه بروس لي كان فيلسوفا وفنانا أيضا.
كثيرون هم المعلمون الذين كانوا حكماء وشعراء وفلاسفة ورسامين وأطباء. وكانوا رموزا للصلاح والحب والحنان، وكذلك للقوة الضاربة. ولربما أن معلم المعلمين بودي دارما مثال جامع لكل ذلك وهو الطبيب الخبير والعالم لأديب والمقاتل الرهيب والروحاني وصاحب الطاقات المتحررة.
مثالان من وطننا العربي: عنترة، والإمام علي.
كان عنترة عاشقا وشاعرا وحكيما وهو صاحب الحكمة الخالدة: النصر صبر ساعة.
أما الإمام علي فهو المقاتل والفارس والسياف والحكيم والقائد والإمام والشاعر وصاحب القوى الروحية والطاقية الجبارة (حمله باب خيبر كترس يتقي ويقاتل به بيد واحدة، والذي عجز سبعة من الصحابة فيما بعد عن تحريكه).
عندما يمنحك الله سر فنون الحرب فإنه يمنح مع ذلك فنونا أخرى تدعمه وتنبثق عنه. فتجد الحكمة والتأمل والشعر والطب والروحانيات والطاقة والعرفان.
تعلم فنون الحرب تطبيقيا وفنون القتال جسميا لن يساوي شيئا إن لم تمتلك بقية الفنون. إنها روح التنين الحكيم والمحب والشاعر، فإن أضفت إلى ذلك روح الإيمان، فإنك تجد عجبا.