لقيادة في حقيقتها فن وعلم وموهبة. ويمكن للقائد الجيد أن يحقق أفضل الانتصارات ويطور نفسه ومن كان تحت قيادته.
قيادة الذات والتحكم بطاقاتها هو أهم باب في فن القيادة، وهو باب جامع لفنون أخرى منها الأخلاق والتنمية البشرية والتربية وصولا للفنون الحربية وشؤون الحكم.
القادة أنماط:
*القائد الملهم الذي يستطيع تحقيق الكثير بالقليل.
*القائد الألمعي الذي يحسن الاستنباط وينتصر بالفكر أكثر من انتصاره بالقوة.
*القائد الفاسد الذي تكون غاية قيادته فسادا واستبدادا.
*القائد المحتال الذي يتقمص دور المصلح وهو يبغي عكس ما يبديه.
*القائد المغفل الذي يورط نفسه وجنوده في المزالق ولا يكلف عدوه عناء التخطيط للايقاع به.
*القائد السافل الذي يورط من هم تبع له ثم يتركهم ويهرب ويدفعون الثمن.
ولكل قائد أساليب تنبع من ذاته وطبيعته، ومن مقدار فهمه ونوعية وعيه وطبع نفسه وعمق سجيّته وجوهر ذاته ومعدن روحه:
*القائد الحكيم: يبادر إلى نقد أخطائه. يستغل أخطاء العدو، يعمل في صمت، يتكلم في الوقت المناسب فيُقحم ويُفحم ويشحن ويبيّن. كلام قليل وفعل كثير.
*والقائد الغبي: يرفض الاعتراف بأي خطأ. لا يرى العدو ولو كان أمامه. لا يعمل ولا يسمح بالعمل. يتكلم دون فائدة ويثرثر دون نتيجة: فيُحبط، ويزيّف، ويجلب السخرية والازدراء. كلام كثير وفعل منعدم.
*قد يكون الجبان قائدا، وهو سيسعى إلى إخفاء جبنه عبر دروع من الأغبياء والمتعصبين. لكنه حين يستشعر الخطر سيضحي بكل بيادقه، وسيرمي بهم جميعا لتماسيح النهر مقابل العبور إلى الضفة الأخرى، ولو عاريا.
*انتبه جيدا للجبان حين يكون قائدا، فهو سيملأ قلوب تابعيه كذبا وحقدا، حتى إذا ما سقطت أقنعته كان وجهه الحقيقي أبشع من وجه الشيطان، حينها ستبصر كيف يفعل الجبناء بأسلحة الغدر وكيف يغدرون حتى بأقرب أتباعهم.
*على القائد الحكيم أن يراعي جبن الجبان ولا يغلق عليه كل المنافذ، لأن الثعلب حين ييأس وتنسد امامه السبل يصبح دمويا أكثر من السباع الشرسة، فلليأس مع الهلع قوة كبيرة في الضمور الكلي حد الموت أو انفجار الطاقة الكامل حد الدموية الكاملة.
**القيادة مسألة خطيرة..وتحتاج ضمن فنون الحرب إلى تأسيس وتقعيد وفهم وتأمل .