الغاية القصوى لفنون الدفاع وفنون الحرب، وتتويج غايات المحارب: نشر السلام.
لكن هل يمكن للمحارب الحقيقي ان ينشر السلام إن لم ينعم بالسلام. وهل يمكن أن ينعم بالسلام إن لم ينتصر على قوة الظلام؟ وهل يمكن أن ينتصر على قوة الظلام إن لم يتخلص من فتنة الأوهام.
التوهمات تفتح للمحارب أبوابا فاتنة…وربما توهّم أنه وهو يغدو أقوى قد أصبح “الأقوى”..حينها تسلط عليه الأرواح قوة الفناء.
ليست القدرة القتالية محض نسيج حركي وطاقي فقط، بل هي روح وروحانية. ولكي تتحرر تلك الروح وتتقوى تلك الروحانية على الحركة أن تتجاوز مجرد الحركة وعلى الطاقة أن تلامس روح الطاقة: هنا تكون الحركات التي لا يمكن للجسم وحده القيام بها، وتكون الطاقة التي لا يمكن للذات وحدها إصدارها. حركات المحارب حينها تكون كحركات الماء المندفع في إعصار بحري: لا يمكن صدها أو فهمها ولا يمكن توقعها أو هزم ليوناتها الصلبة.
طاقة المحارب حينها ستكون أكبر مما كان يظن وينتظر، لكن لا خير في تلك الطاقة إن لم تعبر العضلات والنفس إلى العقل والقلب: هنا يكون التحرر الحقيقي: انبثاق روح السلام والحب في قلب تلك القوة الغاضبة.