مقدّمة في الفن الحربي والدفاعي

مقدمة في الفن الحربي

معنى الفن الحربي: الفن الحربي هو التجسيد العملي لأي فن قتالي، مجال عسكري دفاعي وهجومي، ولكن مجالنا متعلق بفنون القتال ضمن تمشيها التطوري لتكون فنا حربيا، فهي مسألة فن ومسألة حرب، فن حركي وعقلي، فن روحاني وذهني، فن جسدي ونفسي، فن مكتمل المعالم كثير الفروع غني بكل جميل، لأنه فن حرب جمالية، حرب على البشاعة، حرب فنية، وهي حرب ضد الذات لا ضد الآخر، حرب ضد النفس وشرها وضد مخازي الذات البشرية، وعليه فهي معركة كل ما هو جميل ورائع في الإنسان ليتحرر ويتمظهر ويتخلص من قبضة الشيطان، هي حرب الروح على سلطة الجسد وحرب الصفاء النفسي على حدود العقل وتعقيداته، حرب من أجل غاية أنبل، أن تكون كل يوم أقرب من الحقيقة، اقرب وبشكل مستمر، ثم حين تصل إلى الحقيقة أن تدافع عنها وباستمرار، ثم حين تحمي الحقيقة أن تعلمها وتنشرها خيرا ونورا وصفاء، هي حرب الطهر ضد العهر، والحب ضد القهر، والمودة ضد الحقد الأعمى، التأمل ضد العمى الكلي، اليقظة الكبرى ضد النوم الكامل، حرب كانت، وتستمر، من ذات إلى أخرى، ومن أمة إلى أمة، فهذا مختزل الفن الحربي رؤية وأهدافا.

**معنى الفن الحربي القتالي: الفن الحربي القتالي هو الأصل الأولي لكل فن حربي وفن قتالي، لأن الفن القتالي كما هو معلوم فن ذاتي تعبدي، أما الفن الحربي فتطبيق عسكري للفن القتالي، والجمع بينهما هو البوتقة التي كان منها كل فن حربي وكل فن قتالي.
عليك أن تدرك أن الفن الحربي القتالي فن شامل، وأن تكون مستعدا للرؤية والمكاشفة، بمعنى أنك تحول بذهنك مكان تمرينك إلى ساحة حرب، وأن ترسم جيشك وجيش عدوك في ذهنك بكل دقة، ثم تستشعر خطورة وقوة تلك الحرب، وتكون منضبطا ملتزما صارما، لأنك عن لم تعلم، ستكون مجرد عابث، أو راقص إن كنت محظوظا جدا.