كان مياموتو موساشي الساموراي الاشهر والسياف الاعظم في تاريخ اليابان.
ولد عام 1584 في منطقه مياموتو وقد ذكر في كتابه انه بدا النزالات في سن الثالثة عشر، وغالبا ما كان يستعمل سيفا من الخشب بوكّن Bokken عوض سيف الكاتانا، وقد شارك في أكثر من ستين معركة، وخاض عددا كبيرا من النزالات، أشهرها نزاله مع ساساكي كوجيرو سنة 1612 وكان سيافا عظيما وواحدا من أعظم الساموراي أيضا، وقد قتله موساشي. عام 1614 انضم إلى القائد الكبير توكوغاوا إيه-ياسو (1543-1616 م) الذي وحد اليابان وأسس لأسرة توكوغاوا التي حكمت اليابان أكثر ثلاثمائة سنة فيما عرف بفترة إيدو.
وقد أمضى موساشي سنين طويله في السفر والانتقال بين المدن اليابانيه، ومارس تأمل زازن Zazen البوذي، وابتكر فنه الخاص في المبارزة أو الكنجتسو Kenjutsu الذي سماه هيوهو نيتن إيتشي ريو Hyohō Niten Ichi-ryū وفيه أسلوب مياموتو الخاص من خلال القتال بسيفين معا، عوض سيف واحد كما كان متعارفا لدى الساموراي، ففن مياموتو وأسلوبه يمتاز السيفين (nitōjutsu): باستخدام الكاتانا، السيف الطويل، والواكيزاشي، وهو السيف القصير الذي يحمله الساموراي، مع بعضهما، ويسمى ذلك Nitōjutsu .
وفي أواخر حياة السياف العظيم المسمى باليابانية كنشي Kenshi، أي سنة 1643 هجر العالم وتنسك، واعتكف في كهف ريغاندو Reigandō) أو(كهف صخرة الروح)، وفي ذلك الكهف ألف كتابه العظيم في الكينجتسو والفنون القتالية والتكتيك الحربي، وهو كتاب الحلقات الخمس Go Rin no Sho الذي أتم تأليفه سنة 1645 وتوفي في نفس العام.
كان اكتشافي لفن مياموتو، ودراستي لأسلوبه ثم قراءتي لكتابه مرحلة مهمة ضمن مراحل تدريبي على فنون الدفاع، فقد تعرفت على هذا الساموراي العظيم لأول مرة سنة 1996، وهو العام الذي بدأت فيه تعلم ودراسة فن السيف الياباني أو الكينجتسو، مع فن استخدام الأسلحة البيضاء والعصا بمختلف أنواعها، التي بدأت التدرب عليها في حدود سنة 94 وفق مدارس شاولين ثم وودانغ في الصين، والكوبودو الخاص بأوكيناوا Okinawan kobudō والذي يمتاز باستخدام أنواع من العصا وكذلك التونفا والننشاكو، وكذلك فن الننجتسو وأساليبه المبهرة، ثم بعد أعوام أخرى اكتشفت فنون الكالي والسيلات التي تستخدم الأسلحة البيضاء خاصة أنواعا من الخناجر والعصي بشكل بارع جدا.
باختصار، ولأعوام طويلة تدربت على جميع الأسلحة البيضاء وفنون استخدام العصا وغيرها، وطورت من ذلك ضمن أسلوبي الخاص.
وفيما يخص فن مياموتو، فهو المفضل لدي، إذ أنه يحتاج تمكنا كبيرا من فن السيف، وتدريبا لكل يد على حدة، وفق ما قاله مياموتو في كتابه.
ميدان فنون الدفاع ميدان علمي نظري وفن تطبيقي، وطبيعي أن العاقل لن يورط نفسه في ادعاء ما لا يستطيعه، وسيأتي الوقت للبرهنة العامة، بعد ما كان من برهنة لخاصة تلامذتي ولسواهم في مواقف محددة.
من أوجه إعجابي بمياموتو موساشي، أني جعلت أحد أبطال روايتي المعلم والتنين يحمل قسما من اسمه، فسميته ياموتو، وجعلت معلمه الذي سميته على اسم النينجا شينوبي، ووضعت في تلك الرواية عصارة خبراتي في فنون الدفاع، مختفيا خلف أبطال الرواية وكانوا جميعا معلمين كبارا.
كل معلم لهذه الفنون سيدرك أني معلم، كما يستطيع كل معلم أن يدرك أن مياموتو كان معلما.
نحن لسنا أقل من أحد، ونمتلك في دمائنا قوة الإمام علي وحمزة أسد الله، وسر النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وسلالة من ذريته وكانوا محاربين وسيافين من أعظم ما رأت عين الملكوت.
ووحده التدريب الطويل والشاق والمستمر سيفعل تلك القوى الكامنة، ويصقلها، في وحدة وتناغم بين الجسم والنفس والقلب والعقل والروح.
فنون السيف فنون عظيمة، وقد ترك معلمون أمثال تاكيدا ويوشيبا أساليب رائعة في الكينجتسو، لكن يبقى فن مياموتو هو الأفضل.
هذه صورة لي سنة 2013 في وضعية قتالية لفن هيوهو نيتن إيتشي ريو Hyohō Niten Ichi-ryū أسلوب مياموتو الخاص، وتعتبر من الوضعيات القتالية الأساسية فيه، بسيف الكاتانا، وسيف الواكيزاشي.
لقد أبقيت معظم ملامح فن التايبنغ الذي أسسته سرية، ولم أنشر مما ألفته عن هذا الفن إلا القليل، لأني أؤمن أن لكل امرا أوانا، وأن الأمور العظيمة تحتاج زمنا طويلا.
ولعل الأوان قد حان، لأكشف عن هذا الفن، وعن الفنون والأساليب التي أتقنها، والتي أسستها وابتكرتها كذلك، وهي في الحقيقة موسوعة من الحركات والأنماط القتالية والعلوم المتعلقة بها.
كما ساكشف عن أسلوبي الخاص في الكينجتسو، والذي سميته فن الأنهار الثمانية yattsu no kawa jutsu فحركات السيف شبيهة بأنهار قوية تتخذ ثمانية مسارات مختلفة، ضمن هندسة حركية دقيقة، واستخدام للعناصر النار التراب الماء الهواء بشكل مندمج.
وللحديث بقية، ولكل كلمة برهان في أوانه.
ختاما: تحية لذلك الطفل الذي مازال يسكنني، لقد تعب وتألم وتدرب كثيرا كي أبلغ هذا المستوى.
وساستمر…